السبت، 11 أبريل 2015

مسفاة العبريين

مسفاة العبريين








مسفاة العبريين، قرية عمانية تابعة لولاية الحمراء ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر نحو ألف متر وتتميز بأزقتها ومبانيها التقليدية والمباني الطينية العالية التي لا يزال يقطنها الأهالي. كما تتميز بمدرجاتها الزراعية الجميلة التي تلتف مع المباني القديمة حول الجبل الذي يحتضنها بحنان وأكسبتها هذه السمات جمالاً وشهرة.
ومسفاة العبريين قرية تجلت فيها هندسة القرى القديمة مع الجمال الطبيعي الأخاذ، حيث استطاع سكانها جعل قريتهم واحة خضراء من خلال مزارع النخيل التي تمتد لتغطي الكثير من طبيعة الجبل القاسية.كذلك أعطت تدرجات الحقول الزراعية الكثير من الروعة لهذه القرية الجميلة التي يطلق عليها “واحة الجبل” بسبب بيوت حارتها القديمة الموزعة على منحدرات جبل شمس الذي يحتضنها والتي زرعت بيوتها بطريقة خلابة فوق الصخور.
عندما تهم بدخول القرية تصادفك بوابتها الصامدة لتحكي قصة هذا المكان الذي تعاقبت عليه الأجيال منذ مئات السنين ويعلوها بناء حجري يربو فوق صخرة مرتفعة يطل بارتفاعه على المدخل الرئيسي للقرية. وهذا النموذج من البناء يلاحظ كثيرا في القرى المزروعة في الجبال الصخرية حيث يستفاد من الصخور العالية في بناء المنازل التي بنيت في معظمها من الحجارة والطين.
من البوابة ندخل الى حارة ضيقة تتوزع حولها المنازل العالية التي تعطي صورة رائعة في هندسة الأبنية القديمة وتظهر البراعة في الاستفادة من الصخور الموجودة في المكان كجزء مكمل لبناء بعض المنازل.
ورغم الطبيعة التي يتركها توزيع البيوت فوق الصخور أو مشاركة الصخور في بناء هذه البيوت إلا أن البيوت القديمة متقاربة من بعضها وتبدو وكأنها في حالة عناق ومصافحة دائمة.



وبعد عبور الحارة القديمة التي تنتشر حولها البيوت الطينية المعلقة فوق الصخور العملاقة تجد أمامك مزارع النخيل التي تقع أسفل القرية، حيث تشاهد هناك المدرجات الزراعية التي لا زالت تحتضن العديد من الزراعات من مختلف أنواع الأشجار من النخيل والليمون والموز والرمان والسفرجل وبعض أنواع المانجو وغير ذلك من الأشجار المثمرة.
ومن أشهر معالم مسفاة العبريين بيت البيتين الذي يعد من أقدم وأهم المباني الأثرية في القرية لضخامته، إذ يرتفع لأكثر من طابقين ويقدر عمره بمائتي عام. ورغم السنين والظروف الجوية لا يزال صامدا ومحافظا على كيانه وعندما نقول إن القرية واحة جبلية خضراء يجب أن يكون هناك مياه لري وسقاية هذه الحقول والمزارع. وهذه المياه الموجودة فعلاً وتأتي من فلج المسفاة الذي تتفرغ منه العديد من السواقي تنحدر باتجاه الحقول والمزارع الواقعة في المدرجات السفلية للقرية. ويوجد عند نهاية الحارة حوض كبير لجمع مياه الفلج التي أصبحت مكاناً لسباحة ولعب الأطفال.
ويواصل الفلج جريانه من هذه البركة الى الحقول الزراعية عبر المدرجات الزراعية، ويضفي صوت خرير المياه وهي تسير عبر السواقي والفلج لتصل نحو الحقول جمالاً وأصواتاً طبيعية رائعة ويسلك الطريق الموصل الى الحقول طريقاً محاذياً لمسار الفلج الذي حفر قسم منه في الصخور، وينبع الفلج من مكان قريب من القرية. ولعل أجمل المناظر وحتى الأصوات الطبيعية تلك التي تختلط بحفيف أوراق الأشجار وتشابك الأغصان للأشجار مع خرير الماء المنسكب والمنحدر بين الصخور، خاصة عند المواسم الممطرة بشكل كبير.
وأفضل موقع لمشاهدة قرية مسفاة العبريين والاطلاع على جمالها وطبيعتها الفريدة منطقة السببان في الجهة الجنوبية من القرية، وبالتحديد من جهة المساكن الحديثة، حيث يمكن من هناك مشاهدة مدرجات الحقول الزراعية الخضراء ومن فوقها البيوت الطينية الأثرية المعلقة، إضافة للعديد من الآثار التاريخية العديدة التي تزخر بها ولاية الحمراء.
وكغيرها من القرى العمانية تجمع مسفاة العبريين ويتداخل فيها البناء القديم مع الحديث. وتدخل فيها الهندسة المعمارية بكل فنونها سواء من خلال الأبنية الرائعة، أو الهندسة الزراعية الكامنة في المدرجات الزراعية وفي السواقي المتعرجة التي شقت طريقها بناء على مفاهيم هندسية كان هدفها ايصال المياه الى كافة الأجزاء من هذه الواحة الجبلية الخضراء.
والقرية ما زالت تعيش الحياة اليومية نفسها القائمة على العمل والنشاط من خلال العمل الدؤوب في المدرجات الزراعية وذلك نابع من تعلق الناس فيها بقريتهم التاريخية وارتباطها الكبير بها.


جبل شمس

جبل شمس








جبل شمس وهو أعلى قمة جبلية في عُمان، يصل ارتفاعه إلى 3000 متر فوق سطح البحر. ويوجد به مركز تخييم وارتحال جبل شمس والعديد من القرى الصغيرة التي يسكنها سكان جبل شمس.

يقع جبل شمس في ولاية الحمراء في المنطقة الداخلية تحدها ولاية نزوى وولاية بهلاء من المنطقة الداخلية وولاية الرستاق من منطقة الباطنة وولاية عبري من منطقة الظاهرة.
سفوحه كثيرة وقممه عديدة، وكلما زار السائح سفحاً يأخذه إلى سفح آخر إلى أن يصل إلى الأعلى البعيد حيث الارتفاع الشاهق.
والحياة في هذه القمة هي الأخرى تختلف عن التي تعهدها، فالطقس معتدل في الصيف وبارد في الشتاء، وعلى مقربة من قمته العالية تقع هوة عميقة تسمى "شرفة النخر" تعتبر من الأماكن الجميلة التي يقصدها السياح، وهي مقطع عميق في قلب الصخر، ويمكن الإطلال عليها من أعلى المنطقة التي تشرف رأسيا على موقع الهوة وتظهر أسفلها مقاطع من الصخور التي صاغتها عوامل التعرية في أشكال مختلفة وعلى عمق سحيق جداً
وقد شيدت بعض الاستراحات السياحية، والتي يمكن للزائر أن يقضي أوقاتاً جميلة يستمتع فيها بلحظات مشاهدة الطبيعة الخلابة بهذا الجبل.
ويعود سبب تسميته إلى كونه أول مكان يستقبل نور الشمس وآخر ما يودعها عندما تغيب.



بيت الصفاة

بيت الصفاة






الحارة القديمة بولاية الحمراء بجوار مسجد الصلف. وهو بيت بُني بالطين الممزوج بالشعر والتبن في زمن اليعاربة بما يقارب 400 عام حينما شُق الفلج وبُني على مراحل أقدمها الجانب الشرقي.
يتميز بتعدد طوابقه وارتفاع بنيانه والزخرفة والنقوش على الجدران والأسقف والأبواب وإبداع في الهندسة المعمارية، وحالياً تم تحويله الى مزار سياحي فريد من نوعه في السلطنة الذي يعكس التراث والحياة الحية بطبيعتها على هيئة صناعات حرفية وعادات حضارية قديمة.
يفتح البيت يومياً طوال أيام الأسبوع من الساعة 9 صباحاً حتى الساعة 5 مساءً، الجدير بالذكر أن المعالم التاريخية والأثرية بولاية الحمراء تستقطب الأفواج السياحية من داخل السلطنة وخارجها وذلك لزيارة المواقع السياحية المتنوعة من مسفاة العبريين وكهف الهوتة ومنطقة غول الأثرية وجبل شمس والحارات القديمة مثل بيت الصفاة والبيوت الأثرية القديمة وغيرها.




وقد شهد هذا الموسم السياحي تدفقا متزايدا من مختلف الجنسيات الأوروبية والأمريكية ومن عدد من الدول الأخرى، إلى جانب المواطنين الزائرين لمختلف المعالم السياحية بولاية الحمراء، وذلك نظرا لاعتدال الطقس في الفترة الفائتة من العام الجاري. وفكرة تنظيم زيارة الأفواج السياحية لبيت الصفاة الأثري بولاية الحمراء ما زالت في خطط الشركة الرامية إلى دعم السياحة الداخلية، وذلك من خلال تنظيم برامج وفعاليات متنوعة تحقق متطلبات السائح، حيث يمكن للسياح زيارة المعرض التراثي الدائم الذي يحتوي على العديد من المشغولات اليدوية والصناعات التقليدية والحرف المتوارثة وهذه الأشياء التي يبحث عنها السائح وخاصة من الجنسيات الأجنبية التي تتوافد على السلطنة بشكل عام، إلى جانب ذلك فهناك تعاون وتنسيق مع الشركات والمكاتب السياحية لاستقطاب الأفواج السياحية خلال زيارتها للبلاد. وبيت الصفاة يعتبر أقدم منزل في حارة الحمراء القديمة.